تَرجَّلَ الضَميرُ \\ يوسف خليفة

تَرجَّلَ الضَميرُ..

ترجل الضمير
مرة أخرى،
ترجل الضمير
وترجلت
معه الصفات
الجميلة التي
كانت قنديلا تضيئ
عتمة الليل،
ترجل الضمير
وأُوقدت شمعة
الأحزان في
أصحاب الصدور
البيضاء التي تعج
بالنقاء.
ترجل الضمير
وغارت الأمواج في
بحرٍ يخفق
بالخذلان..
ترجل الضمير
واصبح الصفاء
أمنيةً لا تتحقق
ونجمةً لا تلمعُ في
السماء.
ترجل الضمير
ورحل معه جمال
النفوس وأجمل الأوقات
واعذب الأحاسيس،
ترجل الضمير
وعم الظلام،والضنك
صوتا يعصف
في كل الأنحاء.
ترجل الضمير
وأصبحت
السبل الى الرحمة
مقطوعة
وأسيرةفي كيان
من بالعطف
جاء .
كيف لا !!
كيف لا والضمير
يرحل بصحبة
من نحب،
كيف لا والضمير
يرحل بصحبة
من تلازمه
أوصافنا،
كيف لا والضمير
يرحل بصحبة
من تعتاد عليه
الوجوه،
كيف لا والضمير
يرحل بصحبة
من نعيش
معهم أجمل
اللحظات،
كيف لا والضمير
يرحل بصحبة
من نقاسمهم
الذكريات،
كيف لا!!
والضمير يرحل
بصحبة من
نشاطرهم
وحدتنا ومهجة
قلوبنا واشجاننا،
كيف لا!!!
وكل ما يؤلمني
بأن الضمير
يرحل بصحبة
من تغرب
عن بلاده
وأوطانه
وأخوانه،
ترجل الضمير
وترك اثر وخيمٌ
في قلوب الخائبين
قد لا تمحوه الأيام
ويبقى ألم المواقف
يخفق في قلوب
النجباء.
ترجل الضمير
وجُرِدَت القلوب
من الشعور
بالأخرين..
ترجل الضمير
ولَوحتْ له
الأجساد بكل
الحواس!
لكن لا جدوى،
ترجل الضمير
و أُتلف نبضُ الفؤاد،
ترجل الضمير
وكل مايطعن ذاتي
وكل ما يقلق وجداني
ويبعثر أركاني
ويطعن خاصرتي
بأن الضمير فارقَ
من تلوح له
أيدينا في
الصباح والمساء.

يوسف خليفة
3/5/2018