لا شيء عاد له معنى
قصة : ثروت مكايد
( نشرت في جريدة المساء المصرية ، العدد : 16120)
-1-
خرج يجر أذيال خيبته بعد أن رمى بيمين الطلاق تحت وطأة ألم لا يطاق ، بينما راح الذباب يلعق ما سال من دمه .
-2-
وجد قرارا بنقله إلى الصعيد في عمل لا يمت إلى عمله الأول بنسب..وقال رئيسه في العمل :
- هناك أوامر عليا بنقلك..
وأردف بعد لحظة صامتة :
- لكن الأمور ستعود كما كانت ..أقسم لك ..
كان واقفا كتمثال بينما راح رئيسه في العمل يؤكد له أن رجوعه إلى عمله الأول مسألة وقت لا أكثر ، وأن عليه أن يواصل أبحاثه في مجال الكيمياء الحيوية، ويمده بها حتى تصل البلاد إلى المجد كما كانت في أيام عزها ..وقال له :
- أنت موهبة ..موهبة عظيمة . عليك أن تعمل وتعمل ..واحرص على الصمت . نعم ..أنت لا تعمل من أجل الشهرة .أعرف هذا جيدا..أنت رجل مخلص ...مخلص جدا ..وأنا أحب المخلصين ..الله نفسه يحب المخلصين ، لذا احرص على الصمت يا أستاذ...أووه...دائما أنسى اسمك ! .أنت مثال للتضحية ..بحثك السابق حصلت به على درجة الماجستير ، ونشر في أكبر الدوريات العلمية ...لو كان باسمك ما نشر ..اسمي له قابلية للذيوع..وكان البحث فتحا في دنيا الكيمياء ...قيل لي هذا ..آه لو أعرف من نقلك..لكني سأعرفه، وستعود إلى عملك هنا ...هنا في القاهرة ..
انسحب من أمام رئيسه دون أن ينبس بينما أردف الأخير يقول :
- توقف ..أين أجدك ؟ ..لا تنفذ الآن ..انتظر قليلا..عموما لا تخف فسأعيدك إلى مكانك...أقسم لك ..
-3-
أسرع رئيسه في العمل يهزه هزا حين رمى بحقيبته في النهر ..وصرخ فيه :
- إنها ثروة أيها المعتوه !
- لا شيء عاد له معنى .
- من أمر بتطليقها ؟!
- لا أستطيع أن أتكلم..
- لماذا ؟!
- قال سيقتلها إن أنا تفوهت بكلمة ..
- لكنه قتلك أنت.
وغاب في بكاء أغرق قميصه الباهت ، وهمهم رئيسه وهو يضرب كفا بكف :
- أنت ثروة ...ثروة ..ثروة ..
-4-
رماه رئيسه في العمل بالحمق حين علم حقيقة الأمر، وقال له :
- عرفت كل شيء ..
وأردف وقد غاظه ذله :
- لم لم تخبرني بأن (...) هو الذي شل حركتك، وطلقها منك رغما عنك !!
- لكن ..
ربت على كتفه المرتعشة ، وقال يعيد إليه روحه :
- اطمئن ..سينال عقابه ، وستعود إليك زوجتك ..أنت ثروة يا أستاذ ...أووه...لا يهم ..ستعود إلى عملك ...هنا ...في الغد .
-5-
تلاشى حين علم أن رئيسه في العمل قد نقل إلى الصعيد ، ولم يلبث غير قليل في ذهوله، وراح يضحك ضحكا متواصلا حتى سقط على الأرض دون حراك .
تمت
قصة : ثروت مكايد
( نشرت في جريدة المساء المصرية ، العدد : 16120)
-1-
خرج يجر أذيال خيبته بعد أن رمى بيمين الطلاق تحت وطأة ألم لا يطاق ، بينما راح الذباب يلعق ما سال من دمه .
-2-
وجد قرارا بنقله إلى الصعيد في عمل لا يمت إلى عمله الأول بنسب..وقال رئيسه في العمل :
- هناك أوامر عليا بنقلك..
وأردف بعد لحظة صامتة :
- لكن الأمور ستعود كما كانت ..أقسم لك ..
كان واقفا كتمثال بينما راح رئيسه في العمل يؤكد له أن رجوعه إلى عمله الأول مسألة وقت لا أكثر ، وأن عليه أن يواصل أبحاثه في مجال الكيمياء الحيوية، ويمده بها حتى تصل البلاد إلى المجد كما كانت في أيام عزها ..وقال له :
- أنت موهبة ..موهبة عظيمة . عليك أن تعمل وتعمل ..واحرص على الصمت . نعم ..أنت لا تعمل من أجل الشهرة .أعرف هذا جيدا..أنت رجل مخلص ...مخلص جدا ..وأنا أحب المخلصين ..الله نفسه يحب المخلصين ، لذا احرص على الصمت يا أستاذ...أووه...دائما أنسى اسمك ! .أنت مثال للتضحية ..بحثك السابق حصلت به على درجة الماجستير ، ونشر في أكبر الدوريات العلمية ...لو كان باسمك ما نشر ..اسمي له قابلية للذيوع..وكان البحث فتحا في دنيا الكيمياء ...قيل لي هذا ..آه لو أعرف من نقلك..لكني سأعرفه، وستعود إلى عملك هنا ...هنا في القاهرة ..
انسحب من أمام رئيسه دون أن ينبس بينما أردف الأخير يقول :
- توقف ..أين أجدك ؟ ..لا تنفذ الآن ..انتظر قليلا..عموما لا تخف فسأعيدك إلى مكانك...أقسم لك ..
-3-
أسرع رئيسه في العمل يهزه هزا حين رمى بحقيبته في النهر ..وصرخ فيه :
- إنها ثروة أيها المعتوه !
- لا شيء عاد له معنى .
- من أمر بتطليقها ؟!
- لا أستطيع أن أتكلم..
- لماذا ؟!
- قال سيقتلها إن أنا تفوهت بكلمة ..
- لكنه قتلك أنت.
وغاب في بكاء أغرق قميصه الباهت ، وهمهم رئيسه وهو يضرب كفا بكف :
- أنت ثروة ...ثروة ..ثروة ..
-4-
رماه رئيسه في العمل بالحمق حين علم حقيقة الأمر، وقال له :
- عرفت كل شيء ..
وأردف وقد غاظه ذله :
- لم لم تخبرني بأن (...) هو الذي شل حركتك، وطلقها منك رغما عنك !!
- لكن ..
ربت على كتفه المرتعشة ، وقال يعيد إليه روحه :
- اطمئن ..سينال عقابه ، وستعود إليك زوجتك ..أنت ثروة يا أستاذ ...أووه...لا يهم ..ستعود إلى عملك ...هنا ...في الغد .
-5-
تلاشى حين علم أن رئيسه في العمل قد نقل إلى الصعيد ، ولم يلبث غير قليل في ذهوله، وراح يضحك ضحكا متواصلا حتى سقط على الأرض دون حراك .
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق