((( قرب غدير )))
الموجُ يرقصُ كاللآلئِ قربَ أطرافِ الصُّخورِ
والماءُ يبعثُ في المكانِ السِّحْرَ من صوتِ الخَريرِ
والنهرُ ينعكسُ التَّماوُجُ عنهُ بالضوءِ الفَتورِ
وتَرى نَديَّ العُشْبِ لامسَ حاجباهُ لَمى الغديرِ
فالطيرُ يَقربُهُ بأرجُلهِ الرفيعةِ في سرورِ
حمراء يكسوها بياضُ الريشِ ذي السحر النضيرِ
تتلاعبُ النسَماتُ في ريشِ الجناحِ أو النُّحورِ
فتراهُ لم يأْبَهْ لريحٍ في غِيابٍ أو حُضورِ
والموجُ كالخجلانِ من لَمسِ الحشائِشِ والطيورِ
فيروحُ يدفعُهُ التماوُجُ باليدينِ أو الصدورِ
ويعودُ كالمبدي اعتذاراً لاضطرارٍ في الأمورِ
متراجفَ الأجزاءِ كالبلورِ في العقدِ الكبيرِ
متضاحكٌ نعسانُ يغفو بين أضواءٍ ونورِ
فترى الطيورَ كأنّما اعتادتْ على هذا الشُّعورِ
إذْ ليس تُبديها عتاباً في التقاربِ والنفورِ
تأتي وتذهبً تلقطُ المخفيَّ مِن حبٍّ صغيرِ
والجرفُ مثلَ عجينةِ الذَّهَبِ المُحاطةِ بالزهورِ
تتمايَلُ الأزهارُ فيها من نسيمٍ ذي عطورِ
متدلياتٍ فوقها الأغصانُ من شجرٍ كثيرِ
شعر/د. رشيد هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق