نداء الشّام ---
------------------
------------------
جادت عليّ القوافي وهي تنهمرُ --- منْ حرّ دمع جرى في الخدّ ينهمرُ
بقول شعر أتى في حال نائحة --- تبكي على شامنا والقلب ينفطرُ
من فتنة نشرتْ بالشّرّ أجنحة --- تجتاح شامًا فلا تبقي ولا تذرُ
قد أضرمتها يد الفسّاق تشعلها --- فأسرعت نحوها الجهّالُ تبتدرُ
- دمشق يا مسكن الفلّ البياض ويا --- مدينة العلم لا ضعفٌ ولا خَوَرُ
بك أقام أبو الدّرداء منبسطا --- كانت إقامته للنّاس تعتبرُ
يعلّم النّاس والقرآن منتشرٌ --- والنّاس في فرحة والدّهر يفتخرُ
هذا ابن عامر تلميذ له وبه --- قد صار رابع قُـرّاء لهمْ أثرُ
عنه هشام روى حقّا روايته --- أعني ابن عمّار للقرّاء مدّكرُ
ثم ابن ذكْوان عبد الله سيرته --- في ساحة العلم والأخلاق تفتخرُ
- لهفي على حلَبٍ والسّعد شاهدها --- أمْست خرابا وحبل السّعد منبترُ
لا سامح الله منْ بالحرب أوقدها --- هذا الكلام روته الأيُ والسّوَرُ
بكى على حلَبٍ نهر الفرات كما --- بكت عليها وتبكي الشّمس والقمرُ
- وحمص تبكي وسيف الله يسكنها --- وفتنة الجهل لا تنفكّ تستعرُ
أمّا حماه غدت بالهمّ مخبتة --- حارت لحالتها الإطراق والفكرُ
ذكرت شامًا وليت الشّعر يتركني --- والقول يصمت والأحداث تختصرُ
- درعا تدرّع فيها النّاس منْ هَمَجٍ --- منَ الدّواعش والإحسان ينتحرُ
مـا راقبوا الله في درعا وساكنها --- أعفّ قولي ويأتي الشّعر يستترُ
حـال المقال طويل منْ جرائمهم --- كأنّ إجرامهم جادت به سقرُ
مـا كان أهلك يا درعا سوى رَحِمٍ --- وأهل داعش لا عقل ولا بشرُ
درعا لك الله يا درعا ونصرته --- والظّلم عند إله العرش ينكسرُ
- هـناك إدلب لا تخفى فضائلها --- فيها الهداية فيها الحقّ والعبرُ
شـامُ المبارك يا إدلب ورايته --- في الجوّ خفّاقة أمنٌ له أثرُ
انّى التفتّ رأيت الأمن منبعه --- في قلب أهله والأعراض تختفرُ
مـا كان حتى رُمي منْ كل ناحية --- بفتنة قادها الجهّال والغررُ
خـانوا لأهلك والأحداث شاهدة --- ورحمة الناس بالإنسان تحتظرُ
لـم يرقبوا ذمّة في مسلم أبدا --- وحكمهم إنْ لقوا الذّمّيَّ ينفجرُ
يـا إدلب الخير عند الله محكمة --- والله يعلم والعقبى لمن صبروا
في جنّة الخلد أهليكم ومنْ سبقوا --- عند القيامة لا ظلم ولا خطرُ
يـلقى بها الله للمظلوم ينصره --- وحالة الظّالم المسجون تنزجرُ
- انظر يمينا لدير الزّور تبصره --- منْ حزنه فوق مرّ الظلم يصطبرُ
لـيس الذّين به من أهل مسكنه --- إلاّ جريح وحزْن ليس ينجبرُ
يـا حسرة كيف لا مرآى لمرحمة --- والعدل يشهد أنّ الناس قد فجروا
كانت لهمْ رحمة الآباء تحرسهم --- فصار يُتْمٌ وفي تعقيبه أثرُ
يـأبى لنا ديننا هجر لرايتنا --- وللهدى رُتَب من خلفها صوَرُ
اذكر رشيدا ومأمونا ومعتصما --- ترى لرافقة في الشّطّ تفتخرُ
- حول الفرات هواء رقّ منبعه --- ورقّة في الندى رقّت وتنفطرُ
بـأصل هدي وإكرام مطهّرة --- وطالما قادها المعقول والفكَرُ
يـأبى لرقّة أنْ تنسى فضائلها --- لعلّها في ذرى التاريخ تفتكرُ
بـالله يا من سفكتم دمّ إخوتكمْ --- هلاّ تبعتمْ لما جاءت به السّوَرُ
تـبّا لكم قد خسئتم أينما رحلتْ --- أخباركمْ وفؤاد الدّهر يحتقرُ
يـبقى بشامٍ من التّاريخ أحسنه --- ومن أساء الى الشّامين يندثرُ
نـالت جرائمكم في الشّرّ منزلة --- فهل سألتم وقلتم كيف تغتفرُ
سـنلتقي عند رب العرش خالقنا --- يوم الصّحائف بين الخلق تنتشرُ
راعت لها مهج العاصين وانفطرت --- خوفا لها وهي حول العرش تنفطر
يـأبى لنا الله الاّ حكم محكمة --- بها العدالة لا تنفكّ تنهمرُ
نـرى لأعمالنا في الصّحف قد كتبت --- والدّمع فوق خدود الخوف ينتشرُ
حـتى نراها على الميزان نبصرها --- وننتظر ما سيأتينا به الخبرُ
لـم تنظروا في دماء الأبرياء ولم --- ترعوا لهم حرمة جاءت بها العبرُ
بـما قسوتم على الأطفال ألعنكم --- والله يشهد والأملاك تبتدرُ
قـتلتم الشّيب والشّبان في نهمٍ --- أستغفر الله ماذا يفعل البشرُ
نـلتم شهادة أقوال تبلّغكم --- الى منازل فيها الضّعف والخورُ
دعا عليكم رجال في مساجدهم --- دعت عليكم دموع وهي تنهمرُ
يـا أخبث الخلق انّ الخلق أجمعهم --- من كلّ دين ومن حزب له فكر
لا ينظرون اليكم أنّكم بَشَرٌ --- والقول يصمت والأحداث تختصرُ
-
شعر / محمّد هشام خليفي
بقول شعر أتى في حال نائحة --- تبكي على شامنا والقلب ينفطرُ
من فتنة نشرتْ بالشّرّ أجنحة --- تجتاح شامًا فلا تبقي ولا تذرُ
قد أضرمتها يد الفسّاق تشعلها --- فأسرعت نحوها الجهّالُ تبتدرُ
- دمشق يا مسكن الفلّ البياض ويا --- مدينة العلم لا ضعفٌ ولا خَوَرُ
بك أقام أبو الدّرداء منبسطا --- كانت إقامته للنّاس تعتبرُ
يعلّم النّاس والقرآن منتشرٌ --- والنّاس في فرحة والدّهر يفتخرُ
هذا ابن عامر تلميذ له وبه --- قد صار رابع قُـرّاء لهمْ أثرُ
عنه هشام روى حقّا روايته --- أعني ابن عمّار للقرّاء مدّكرُ
ثم ابن ذكْوان عبد الله سيرته --- في ساحة العلم والأخلاق تفتخرُ
- لهفي على حلَبٍ والسّعد شاهدها --- أمْست خرابا وحبل السّعد منبترُ
لا سامح الله منْ بالحرب أوقدها --- هذا الكلام روته الأيُ والسّوَرُ
بكى على حلَبٍ نهر الفرات كما --- بكت عليها وتبكي الشّمس والقمرُ
- وحمص تبكي وسيف الله يسكنها --- وفتنة الجهل لا تنفكّ تستعرُ
أمّا حماه غدت بالهمّ مخبتة --- حارت لحالتها الإطراق والفكرُ
ذكرت شامًا وليت الشّعر يتركني --- والقول يصمت والأحداث تختصرُ
- درعا تدرّع فيها النّاس منْ هَمَجٍ --- منَ الدّواعش والإحسان ينتحرُ
مـا راقبوا الله في درعا وساكنها --- أعفّ قولي ويأتي الشّعر يستترُ
حـال المقال طويل منْ جرائمهم --- كأنّ إجرامهم جادت به سقرُ
مـا كان أهلك يا درعا سوى رَحِمٍ --- وأهل داعش لا عقل ولا بشرُ
درعا لك الله يا درعا ونصرته --- والظّلم عند إله العرش ينكسرُ
- هـناك إدلب لا تخفى فضائلها --- فيها الهداية فيها الحقّ والعبرُ
شـامُ المبارك يا إدلب ورايته --- في الجوّ خفّاقة أمنٌ له أثرُ
انّى التفتّ رأيت الأمن منبعه --- في قلب أهله والأعراض تختفرُ
مـا كان حتى رُمي منْ كل ناحية --- بفتنة قادها الجهّال والغررُ
خـانوا لأهلك والأحداث شاهدة --- ورحمة الناس بالإنسان تحتظرُ
لـم يرقبوا ذمّة في مسلم أبدا --- وحكمهم إنْ لقوا الذّمّيَّ ينفجرُ
يـا إدلب الخير عند الله محكمة --- والله يعلم والعقبى لمن صبروا
في جنّة الخلد أهليكم ومنْ سبقوا --- عند القيامة لا ظلم ولا خطرُ
يـلقى بها الله للمظلوم ينصره --- وحالة الظّالم المسجون تنزجرُ
- انظر يمينا لدير الزّور تبصره --- منْ حزنه فوق مرّ الظلم يصطبرُ
لـيس الذّين به من أهل مسكنه --- إلاّ جريح وحزْن ليس ينجبرُ
يـا حسرة كيف لا مرآى لمرحمة --- والعدل يشهد أنّ الناس قد فجروا
كانت لهمْ رحمة الآباء تحرسهم --- فصار يُتْمٌ وفي تعقيبه أثرُ
يـأبى لنا ديننا هجر لرايتنا --- وللهدى رُتَب من خلفها صوَرُ
اذكر رشيدا ومأمونا ومعتصما --- ترى لرافقة في الشّطّ تفتخرُ
- حول الفرات هواء رقّ منبعه --- ورقّة في الندى رقّت وتنفطرُ
بـأصل هدي وإكرام مطهّرة --- وطالما قادها المعقول والفكَرُ
يـأبى لرقّة أنْ تنسى فضائلها --- لعلّها في ذرى التاريخ تفتكرُ
بـالله يا من سفكتم دمّ إخوتكمْ --- هلاّ تبعتمْ لما جاءت به السّوَرُ
تـبّا لكم قد خسئتم أينما رحلتْ --- أخباركمْ وفؤاد الدّهر يحتقرُ
يـبقى بشامٍ من التّاريخ أحسنه --- ومن أساء الى الشّامين يندثرُ
نـالت جرائمكم في الشّرّ منزلة --- فهل سألتم وقلتم كيف تغتفرُ
سـنلتقي عند رب العرش خالقنا --- يوم الصّحائف بين الخلق تنتشرُ
راعت لها مهج العاصين وانفطرت --- خوفا لها وهي حول العرش تنفطر
يـأبى لنا الله الاّ حكم محكمة --- بها العدالة لا تنفكّ تنهمرُ
نـرى لأعمالنا في الصّحف قد كتبت --- والدّمع فوق خدود الخوف ينتشرُ
حـتى نراها على الميزان نبصرها --- وننتظر ما سيأتينا به الخبرُ
لـم تنظروا في دماء الأبرياء ولم --- ترعوا لهم حرمة جاءت بها العبرُ
بـما قسوتم على الأطفال ألعنكم --- والله يشهد والأملاك تبتدرُ
قـتلتم الشّيب والشّبان في نهمٍ --- أستغفر الله ماذا يفعل البشرُ
نـلتم شهادة أقوال تبلّغكم --- الى منازل فيها الضّعف والخورُ
دعا عليكم رجال في مساجدهم --- دعت عليكم دموع وهي تنهمرُ
يـا أخبث الخلق انّ الخلق أجمعهم --- من كلّ دين ومن حزب له فكر
لا ينظرون اليكم أنّكم بَشَرٌ --- والقول يصمت والأحداث تختصرُ
-
شعر / محمّد هشام خليفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق